"حماس" توافق على وجود امن الرئاسة على معبر رفح ووفدها يبحث في مصر اتفاق "تهدئة" جديداً والقاهرة تمهد للحوار الفلسطيني
غزة، القاهرة - قالت مصادر مصرية مطلعة إن المحادثات التي تجريها القاهرة مع وفد "حماس" ستبدأ غدا، واعلنت انها دعت وفوداً من فصائل وقوى وطنية فلسطينية إلى القاهرة لإجراء محادثات تمهد لعقد حوار فلسطيني - فلسطيني. وكان وفد من حركة "حماس" من الداخل قد وصل إلى القاهرة أمس الجمعة وهو يضم أيمن طه وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل، على أن يلحق بهم اليوم وفد الخارج المشكل من عماد العلمي ومحمد نصر. ورجحت مصادر مطلعة أن يصل وفد من حركة "الجهاد الاسلامي" إلى القاهرة خلال ايام. وعلى صعيد المحادثات التي سيتناولها وفد الحركة في القاهرة غداً، قال ايمن طه: "التهدئة وتشغيل المعابر ومن ثم المصالحة" ستكون مطروحة في أجندة اللقاء. ولفت إلى أن الحركة ستبحث مع المسؤولين المصريين خرق اسرائيل لوقف النار مرات عدة منذ إعلان اسرائيل وقف النار من جانبها، وقال: "مثل هذه الخروق لا تشكل ضغطاً على الحركة للقبول بشروط أو الرضوخ لاملاءات"، مشدداً على أن الحركة تتمسك باتفاق تهدئة لمدة عام.
وعن القوة التي تملكها "حماس" لفرض موقفها في ضوء قوة الردع الاسرائيلية في البحر والجو، قال طه لصحيفة "الحياة" الصادرة في لندن اليوم: "نملك قوة الصمود". وشدد على ضرورة تشغيل إسرائيل للمعابر، مؤكداً أن الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت لن يتم إلا وفقاً لصفقة لتبادل الأسرى واوضح أن "تشغيل المعابر قضية غير مرتبطة بشاليت، ولن نقبل على الاطلاق بربطها بشاليت". وتجسيداً للجهود الدولية التي استنفرتها اسرائيل لمنع وصول الاسلحة الى قطاع غزة، افاد الكابتن كريستوف برازوك من هيئة اركان الجيوش الفرنسية ان الفرقاطة "جيرمنال" الفرنسية بدات السبت في الساعة 13,00 بالتوقيت الفرنسي (12,00 تغ) مهمتها المتمثلة في مكافحة تهريب الاسلحة قبالة سواحل قطاع غزة بعد ان امر الرئيس نيكولاس ساركوزي بارسالها الى المنطقة. الا ان حركة "حماس" استخفت بالجهود التي تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة مع دول عربية وأوروبية لوضع آليات تمنع "تهريب" الأسلحة إلى قطاع غزة. ووصف أحمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، هذه المحاولات بـ"الكلام الفارغ"، وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن "المقاومة وسلاحها حق مشروع، وستعمل المقاومة بأي كيفية لتوفير السلاح من أجل استمرار الفعل المقاوم". وأضاف: "في أنفاق أو ما في أنفاق.. المقاومة ستحصل على السلاح من باطن الأرض". وتساءل يوسف ساخرا: "هو التهريب يحدث من غزة لمصر أم من مصر لغزة؟"، وتابع: "طالما من مصر إلى غزة فليعملوا ترتيبات مع المصريين، ويعملوا اللي بدهم اياه، ومصر حرة في أرضها، لكن هذه المحاولات ستزيد من شوكة المقاومة وتعزز من مكانتها".
وقالت قناة "الجزيرة" مساء السبت ان مصر تحبذ العمل من اجل فتح المعابر الحدودية الى قطاع غزة واتمام مصالحة فلسطينية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ضمن صفقة واحدة.
في المقابل، قال مصدر مسؤول في "حماس" لـ "الحياة" إن حركته ترحب بجهود المصالحة التي تقوم بها مصر تمهيداً للحوار الفلسطيني - الفلسطيني بغرض إنهاء حال الانقسام وإعادة اللحمّة الفلسطينية، وأضاف: "حماس لا تعترض على الحوار، وليست لديها شروط، لكن من يريد المصالحة يجب أن يمهد لها". وقال: "اذا كانت السلطة والرئيس محمود عباس (أبو مازن) معنيان تماماً بإجراء مصالحة حقيقية، يجب أن يبادرا بإطلاق المعتقلين في سجون السلطة في الضفة الغربية". وفي سياق مماثل، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه إن وفد القوى والفصائل المشاركة في منظمة التحرير سيتوجه الى القاهرة غدا لبحث موضوع التهدئة.
وقال طه لـ "الحياة" في غزة إن اللقاءات مع المسؤولين المصريين "تأتي استكمالاً للقاءات سابقة"، واصفاً هذه اللقاءات بأنها "ستكون حاسمة". واضاف ان "جدول أعمال اللقاءات يتضمن ثلاث قضايا هي التهدئة، ورفع الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح".
ونفى أن يكون ملف الحوار الوطني الفلسطيني مطروحاً على مائدة البحث أثناء الجولة الراهنة من المباحثات، وقال: "لم نبلغ من المسؤولين المصريين أن هذا الملف مطروح للنقاش في هذه اللقاءات". كما نفى أن يكون هناك أي ترتيبات لعقد لقاءات أو اجراء اتصالات مع قياديين من حركة "فتح" أو مسؤولين في السلطة الفلسطينية أثناء وجودهم في القاهرة.
وفي تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط" قال أيمن طه: "لقد طلبنا تأجيل لقاء الخميس الماضي، بسبب وجود عاموس جلعاد في القاهرة، حتى لا يظن أحد أن هناك مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل". وقالت مصادر حماس "إن المصريين أبلغوا الحركة أن هناك اجتماعا للفصائل سيعقد في القاهرة من أجل المصالحة وبحث التهدئة.. ولكننا أبلغناهم أن حماس هي التي بدأت اتفاق التهدئة مع إسرائيل عبر مصر، ولا بد من استكمال هذا الملف أولا، وبعد ذلك يمكن أن تتم مناقشته مع باقي الفصائل حتى لا يضيع الوقت في مناقشة التفاصيل مع الفصائل الفلسطينية، واحتمال مواجهة خلافات واختلافات"، مشيرة إلى "أن هناك جدلا محتملا داخل الفصائل حول تفاصيل الهدنة، خاصة ما يتعلق بمدتها ومضمونها، ولذلك فضلنا إنجاز الاتفاق أولا، ثم عرضه على الفصائل لمناقشته وإقراره فيما بعد".
وأضافت: "أن مصر أبلغتنا بدعوة وفد من منظمة التحرير الفلسطينية للحضور إلى القاهرة، ولكننا كنا غير راغبين وغير مرتاحين لهذه الفكرة، وطلبنا من المصريين الإبقاء على شكل اللقاءات الحالي حتى يتم التوصل إلى اتفاق وعرضه على الفصائل الفلسطينية". وبالنسبة للحوار الوطني، قال المصدر الحمساوي: ليس لدينا مانع من البدء في ملف المصالحة بعد الانتهاء من ملف التهدئة، شرط أن يفرج أبو مازن عن معتقلي حماس في سجون السلطة برام الله.
من جانبه، اعرب الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو عن أمله في حديث لـ "الحياة" عن "تمخض اللقاءات عن نتائج ايجابية". وأضاف: "معنيون بتثبيت التهدئة، وانهاء الحصار، وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح". وعن معبر رفح، جدد النونو التأكيد على موقف "حماس" الداعي للتعاون مع الرئاسة الفلسطينية في كيفية ادارة المعبر. وهو الامر ذاته الذي اكده طه: "طلبنا إشراك الأتراك بجانب الأوروبيين على أن يوجدوا في جميع المعابر بين غزة وكل من مصر وإسرائيل، وبالنسبة لمعبر رفح اقترحنا على مصر فتح المعبر طبقا لاتفاق 2005، على أن يكون ممثلو السلطة الفلسطينية من مواطني غزة الموالين لفتح والرئيس عباس".
وعن منع التهريب عبر الحدود من مصر الى القطاع، قال النونو: "الحكومة لا علاقة لها بالتهريب"، مؤكداً أن اسرائيل "كانت تحتل القطاع طوال 38 عاماً ولم تستطع انهاء ظاهرة التهريب عبر الحدود". وختم بالقول إن "الرئيس الراحل ياسر عرفات وخلفه الرئيس محمود عباس لم يتمكنا من انهاء الظاهرة".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية أمس عن مصدر أمني إسرائيلي زعمه: "إن غواصين إيرانيين يقومون بتهريب وسائل قتالية من سفن مستأجرة من قبل إيران إلى حركة حماس، عن طريق ربطها ليلا بسفن الصيد الفلسطينية". كما أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الحرب الإسرائيلية لم تتلق أية تفاصيل من الأميركيين بشأن السفينة التي تم إيقافها الاثنين الماضي في البحر الأحمر، وكان على متنها وسائل قتالية يعود مصدرها إلى إيران. وتابعت الصحيفة أن السفينة الروسية سابقا "مونشغورسك"، المسجلة في ميناء ليماسول وتبحر بعَلم قبرصي، قد تم استئجارها من قبل إيران من أجل إرسال السلاح. وبحسب قول الصحيفة قد تم اعتراض السفينة، الاثنين الماضي، في البحر الأحمر بواسطة الأميركيين، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الأمني الاستخباري بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تم التوقيع عليها الأسبوع الماضي. وتبين أن السفينة تحمل قذائف هاون وصناديق كتب عليها "مواد خطيرة".
وفي هذا السياق ادعى مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش يواجه ظاهرة تتمثل في رسو سفن مستأجرة من قبل إيران، على بُعد عشرة أميال من رفح المصرية، وتقوم بنقل وسائل قتالية بواسطة غواصين إيرانيين إلى السفن الفلسطينية. وقال المصدر الأمني إن السفن المستأجرة من قبل إيران تبحر من إيران عن طريق البحر الأحمر، وتقطع قناة السويس لترسو قبالة شواطئ رفح المصرية، على بُعد عشرة أميال من سفينة فلسطينية. وخلال ساعات الظلام يتم إنزال الوسائل القتالية إلى المياه، ليقوم غواصون بنقلها إلى حيث ترسو السفينة الفلسطينية، حيث يتم ربطها بالسفينة لتعود بها إلى القطاع.
ولم توضح اي مصادر اسرائيلية اسباب عدم اعتراض البحرية الاسرائيلية او سلاح الجو الاسرائيلي هذه العمليات اذا كانت اسرائيل على علم بتفاصيلها.
من جهة اخرى، أكد خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي على رغبة دول الإتحاد في البدء على الفور بعمليات إعادة البناء في قطاع غزة.
وشدد سولانا صباح السبت في حديث لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية على ضرورة الاهتمام بالسكان الذين يعيشون بلا مأوى ويفتقدون الغذاء والرعاية الصحية.
وجدد سولانا رفض الإتحاد الأوروبي التعاون مع حركة "حماس" في عمليات إعادة البناء للمباني والمنشآت التي دمرها القصف الإسرائيلي في القطاع. وأشار إلى أهمية التحدث والتشاور مع حكومة فلسطينية تحظى بالإجماع وتمثل جميع الأحزاب ويقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحين إجراء الانتخابات الجديدة.
في الوقت نفسه أعرب سولانا عن تأييده لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمراجعة مدى ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب خلال هجومها على قطاع غزة والذي استمر ثلاثة أسابيع وقال سولانا "مثل هذه اللجنة لا يمكن لأحد أن يرفضها أو يعيق عملها".
وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة السبت أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك سيتوجه إلى واشنطن يوم الثلاثاء القادم لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي روبرت جيتس وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وذكرت الإذاعة أن زيارة باراك لواشنطن ستطرح على مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية غدا الأحد لإقرارها.
وأوضحت أن المباحثات ستتناول التنسيق الأمني في مرحلة ما بعد العملية العسكرية في قطاع غزة.
ونقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة إن موضوع تهريب السلاح إلى قطاع غزة سيكون في صلب المحادثات إضافة إلى مسائل سياسية وإقليمية أخرى مثل تسلح إيران النووي وربما قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.
وهذه هي أول زيارة لمسؤول إسرائيلي إلى واشنطن منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الثلاثاء الماضي.
اعادة فتح المدارس
وانتظمت الدراسة في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" في قطاع غزة اليوم السبت بعد انقطاع دام قرابة الشهر جراء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
وشوهد عشرات الآلاف من الطلاب وهم يتوجهون إلى مدارسهم بعد خمسة أيام من إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار عقب العملية العسكرية التي دامت 23 يوما.
وكان ست مدارس قد تعرضت لدمار واسع وعشرات أخرى لأضرار جزئية بفعل القصف الإسرائيلي إلا أن وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية المقالة استعاضت عن تلك المدارس بمدارس أخرى أكثر أمنا.
وقال يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عملية استئناف الدراسة لنحو نصف مليون طالب في غزة تمت دون مشاكل وقد جرى وضع خطط طوارئ لتفادي آثار العملية العسكرية الإسرائيلية.
واشتكي إبراهيم من أضرار بالغة في المدارس خاصة على صعيد زجاج النوافذ والأبواب بالتزامن مع فصل الشتاء ، مشيرا إلى أنه جرى الاستعاضة بإجراءات وقائية بدائية بشكل مؤقت.
وناشد إبراهيم الدول العربية والمجتمع الدولي بالإسراع في خطط إعادة أعمار قطاع غزة لاسيما المدارس التي دمرت بشكل كامل في العدوان وبلغ عددها 6 ، وعشرات المدارس التي تضررت جزئيا.
وقد ساد الذهول آلاف الطلاب بعد فقدان أحبة وأعزاء عليهم من زملائهم الطلاب نتيجة القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي حصدت أرواحهم في العملية العسكرية التي راح ضحيتها 1335 قتيلا وأكثر من خمسة ألاف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما استأنفت 221 مدرسة تابعة لـ"اونروا" في قطاع غزة عملها لتستقبل نحو مائتي ألف تلميذ. وكان الآلاف من الفلسطينيين قد لجأوا إلى مدارس المنظمة الدولية أثر تدمير منازلهم خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع.
غزة، القاهرة - قالت مصادر مصرية مطلعة إن المحادثات التي تجريها القاهرة مع وفد "حماس" ستبدأ غدا، واعلنت انها دعت وفوداً من فصائل وقوى وطنية فلسطينية إلى القاهرة لإجراء محادثات تمهد لعقد حوار فلسطيني - فلسطيني. وكان وفد من حركة "حماس" من الداخل قد وصل إلى القاهرة أمس الجمعة وهو يضم أيمن طه وجمال أبو هاشم وصلاح البردويل، على أن يلحق بهم اليوم وفد الخارج المشكل من عماد العلمي ومحمد نصر. ورجحت مصادر مطلعة أن يصل وفد من حركة "الجهاد الاسلامي" إلى القاهرة خلال ايام. وعلى صعيد المحادثات التي سيتناولها وفد الحركة في القاهرة غداً، قال ايمن طه: "التهدئة وتشغيل المعابر ومن ثم المصالحة" ستكون مطروحة في أجندة اللقاء. ولفت إلى أن الحركة ستبحث مع المسؤولين المصريين خرق اسرائيل لوقف النار مرات عدة منذ إعلان اسرائيل وقف النار من جانبها، وقال: "مثل هذه الخروق لا تشكل ضغطاً على الحركة للقبول بشروط أو الرضوخ لاملاءات"، مشدداً على أن الحركة تتمسك باتفاق تهدئة لمدة عام.
وعن القوة التي تملكها "حماس" لفرض موقفها في ضوء قوة الردع الاسرائيلية في البحر والجو، قال طه لصحيفة "الحياة" الصادرة في لندن اليوم: "نملك قوة الصمود". وشدد على ضرورة تشغيل إسرائيل للمعابر، مؤكداً أن الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت لن يتم إلا وفقاً لصفقة لتبادل الأسرى واوضح أن "تشغيل المعابر قضية غير مرتبطة بشاليت، ولن نقبل على الاطلاق بربطها بشاليت". وتجسيداً للجهود الدولية التي استنفرتها اسرائيل لمنع وصول الاسلحة الى قطاع غزة، افاد الكابتن كريستوف برازوك من هيئة اركان الجيوش الفرنسية ان الفرقاطة "جيرمنال" الفرنسية بدات السبت في الساعة 13,00 بالتوقيت الفرنسي (12,00 تغ) مهمتها المتمثلة في مكافحة تهريب الاسلحة قبالة سواحل قطاع غزة بعد ان امر الرئيس نيكولاس ساركوزي بارسالها الى المنطقة. الا ان حركة "حماس" استخفت بالجهود التي تبذلها إسرائيل والولايات المتحدة مع دول عربية وأوروبية لوضع آليات تمنع "تهريب" الأسلحة إلى قطاع غزة. ووصف أحمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، هذه المحاولات بـ"الكلام الفارغ"، وقال لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن "المقاومة وسلاحها حق مشروع، وستعمل المقاومة بأي كيفية لتوفير السلاح من أجل استمرار الفعل المقاوم". وأضاف: "في أنفاق أو ما في أنفاق.. المقاومة ستحصل على السلاح من باطن الأرض". وتساءل يوسف ساخرا: "هو التهريب يحدث من غزة لمصر أم من مصر لغزة؟"، وتابع: "طالما من مصر إلى غزة فليعملوا ترتيبات مع المصريين، ويعملوا اللي بدهم اياه، ومصر حرة في أرضها، لكن هذه المحاولات ستزيد من شوكة المقاومة وتعزز من مكانتها".
وقالت قناة "الجزيرة" مساء السبت ان مصر تحبذ العمل من اجل فتح المعابر الحدودية الى قطاع غزة واتمام مصالحة فلسطينية تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية ضمن صفقة واحدة.
في المقابل، قال مصدر مسؤول في "حماس" لـ "الحياة" إن حركته ترحب بجهود المصالحة التي تقوم بها مصر تمهيداً للحوار الفلسطيني - الفلسطيني بغرض إنهاء حال الانقسام وإعادة اللحمّة الفلسطينية، وأضاف: "حماس لا تعترض على الحوار، وليست لديها شروط، لكن من يريد المصالحة يجب أن يمهد لها". وقال: "اذا كانت السلطة والرئيس محمود عباس (أبو مازن) معنيان تماماً بإجراء مصالحة حقيقية، يجب أن يبادرا بإطلاق المعتقلين في سجون السلطة في الضفة الغربية". وفي سياق مماثل، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه إن وفد القوى والفصائل المشاركة في منظمة التحرير سيتوجه الى القاهرة غدا لبحث موضوع التهدئة.
وقال طه لـ "الحياة" في غزة إن اللقاءات مع المسؤولين المصريين "تأتي استكمالاً للقاءات سابقة"، واصفاً هذه اللقاءات بأنها "ستكون حاسمة". واضاف ان "جدول أعمال اللقاءات يتضمن ثلاث قضايا هي التهدئة، ورفع الحصار وفتح المعابر بما فيها معبر رفح".
ونفى أن يكون ملف الحوار الوطني الفلسطيني مطروحاً على مائدة البحث أثناء الجولة الراهنة من المباحثات، وقال: "لم نبلغ من المسؤولين المصريين أن هذا الملف مطروح للنقاش في هذه اللقاءات". كما نفى أن يكون هناك أي ترتيبات لعقد لقاءات أو اجراء اتصالات مع قياديين من حركة "فتح" أو مسؤولين في السلطة الفلسطينية أثناء وجودهم في القاهرة.
وفي تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط" قال أيمن طه: "لقد طلبنا تأجيل لقاء الخميس الماضي، بسبب وجود عاموس جلعاد في القاهرة، حتى لا يظن أحد أن هناك مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل". وقالت مصادر حماس "إن المصريين أبلغوا الحركة أن هناك اجتماعا للفصائل سيعقد في القاهرة من أجل المصالحة وبحث التهدئة.. ولكننا أبلغناهم أن حماس هي التي بدأت اتفاق التهدئة مع إسرائيل عبر مصر، ولا بد من استكمال هذا الملف أولا، وبعد ذلك يمكن أن تتم مناقشته مع باقي الفصائل حتى لا يضيع الوقت في مناقشة التفاصيل مع الفصائل الفلسطينية، واحتمال مواجهة خلافات واختلافات"، مشيرة إلى "أن هناك جدلا محتملا داخل الفصائل حول تفاصيل الهدنة، خاصة ما يتعلق بمدتها ومضمونها، ولذلك فضلنا إنجاز الاتفاق أولا، ثم عرضه على الفصائل لمناقشته وإقراره فيما بعد".
وأضافت: "أن مصر أبلغتنا بدعوة وفد من منظمة التحرير الفلسطينية للحضور إلى القاهرة، ولكننا كنا غير راغبين وغير مرتاحين لهذه الفكرة، وطلبنا من المصريين الإبقاء على شكل اللقاءات الحالي حتى يتم التوصل إلى اتفاق وعرضه على الفصائل الفلسطينية". وبالنسبة للحوار الوطني، قال المصدر الحمساوي: ليس لدينا مانع من البدء في ملف المصالحة بعد الانتهاء من ملف التهدئة، شرط أن يفرج أبو مازن عن معتقلي حماس في سجون السلطة برام الله.
من جانبه، اعرب الناطق باسم الحكومة المقالة في غزة طاهر النونو عن أمله في حديث لـ "الحياة" عن "تمخض اللقاءات عن نتائج ايجابية". وأضاف: "معنيون بتثبيت التهدئة، وانهاء الحصار، وفتح المعابر، خصوصاً معبر رفح". وعن معبر رفح، جدد النونو التأكيد على موقف "حماس" الداعي للتعاون مع الرئاسة الفلسطينية في كيفية ادارة المعبر. وهو الامر ذاته الذي اكده طه: "طلبنا إشراك الأتراك بجانب الأوروبيين على أن يوجدوا في جميع المعابر بين غزة وكل من مصر وإسرائيل، وبالنسبة لمعبر رفح اقترحنا على مصر فتح المعبر طبقا لاتفاق 2005، على أن يكون ممثلو السلطة الفلسطينية من مواطني غزة الموالين لفتح والرئيس عباس".
وعن منع التهريب عبر الحدود من مصر الى القطاع، قال النونو: "الحكومة لا علاقة لها بالتهريب"، مؤكداً أن اسرائيل "كانت تحتل القطاع طوال 38 عاماً ولم تستطع انهاء ظاهرة التهريب عبر الحدود". وختم بالقول إن "الرئيس الراحل ياسر عرفات وخلفه الرئيس محمود عباس لم يتمكنا من انهاء الظاهرة".
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية أمس عن مصدر أمني إسرائيلي زعمه: "إن غواصين إيرانيين يقومون بتهريب وسائل قتالية من سفن مستأجرة من قبل إيران إلى حركة حماس، عن طريق ربطها ليلا بسفن الصيد الفلسطينية". كما أشارت الصحيفة إلى أن وزارة الحرب الإسرائيلية لم تتلق أية تفاصيل من الأميركيين بشأن السفينة التي تم إيقافها الاثنين الماضي في البحر الأحمر، وكان على متنها وسائل قتالية يعود مصدرها إلى إيران. وتابعت الصحيفة أن السفينة الروسية سابقا "مونشغورسك"، المسجلة في ميناء ليماسول وتبحر بعَلم قبرصي، قد تم استئجارها من قبل إيران من أجل إرسال السلاح. وبحسب قول الصحيفة قد تم اعتراض السفينة، الاثنين الماضي، في البحر الأحمر بواسطة الأميركيين، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الأمني الاستخباري بين إسرائيل والولايات المتحدة، التي تم التوقيع عليها الأسبوع الماضي. وتبين أن السفينة تحمل قذائف هاون وصناديق كتب عليها "مواد خطيرة".
وفي هذا السياق ادعى مصدر أمني إسرائيلي أن الجيش يواجه ظاهرة تتمثل في رسو سفن مستأجرة من قبل إيران، على بُعد عشرة أميال من رفح المصرية، وتقوم بنقل وسائل قتالية بواسطة غواصين إيرانيين إلى السفن الفلسطينية. وقال المصدر الأمني إن السفن المستأجرة من قبل إيران تبحر من إيران عن طريق البحر الأحمر، وتقطع قناة السويس لترسو قبالة شواطئ رفح المصرية، على بُعد عشرة أميال من سفينة فلسطينية. وخلال ساعات الظلام يتم إنزال الوسائل القتالية إلى المياه، ليقوم غواصون بنقلها إلى حيث ترسو السفينة الفلسطينية، حيث يتم ربطها بالسفينة لتعود بها إلى القطاع.
ولم توضح اي مصادر اسرائيلية اسباب عدم اعتراض البحرية الاسرائيلية او سلاح الجو الاسرائيلي هذه العمليات اذا كانت اسرائيل على علم بتفاصيلها.
من جهة اخرى، أكد خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالإتحاد الأوروبي على رغبة دول الإتحاد في البدء على الفور بعمليات إعادة البناء في قطاع غزة.
وشدد سولانا صباح السبت في حديث لإذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية على ضرورة الاهتمام بالسكان الذين يعيشون بلا مأوى ويفتقدون الغذاء والرعاية الصحية.
وجدد سولانا رفض الإتحاد الأوروبي التعاون مع حركة "حماس" في عمليات إعادة البناء للمباني والمنشآت التي دمرها القصف الإسرائيلي في القطاع. وأشار إلى أهمية التحدث والتشاور مع حكومة فلسطينية تحظى بالإجماع وتمثل جميع الأحزاب ويقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحين إجراء الانتخابات الجديدة.
في الوقت نفسه أعرب سولانا عن تأييده لتشكيل لجنة تحقيق دولية لمراجعة مدى ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب خلال هجومها على قطاع غزة والذي استمر ثلاثة أسابيع وقال سولانا "مثل هذه اللجنة لا يمكن لأحد أن يرفضها أو يعيق عملها".
وأعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة السبت أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك سيتوجه إلى واشنطن يوم الثلاثاء القادم لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي روبرت جيتس وعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة.
وذكرت الإذاعة أن زيارة باراك لواشنطن ستطرح على مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال جلسته الأسبوعية غدا الأحد لإقرارها.
وأوضحت أن المباحثات ستتناول التنسيق الأمني في مرحلة ما بعد العملية العسكرية في قطاع غزة.
ونقلت الإذاعة عن مصادر مطلعة إن موضوع تهريب السلاح إلى قطاع غزة سيكون في صلب المحادثات إضافة إلى مسائل سياسية وإقليمية أخرى مثل تسلح إيران النووي وربما قضية الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليط.
وهذه هي أول زيارة لمسؤول إسرائيلي إلى واشنطن منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الثلاثاء الماضي.
اعادة فتح المدارس
وانتظمت الدراسة في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" في قطاع غزة اليوم السبت بعد انقطاع دام قرابة الشهر جراء العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع.
وشوهد عشرات الآلاف من الطلاب وهم يتوجهون إلى مدارسهم بعد خمسة أيام من إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار عقب العملية العسكرية التي دامت 23 يوما.
وكان ست مدارس قد تعرضت لدمار واسع وعشرات أخرى لأضرار جزئية بفعل القصف الإسرائيلي إلا أن وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية المقالة استعاضت عن تلك المدارس بمدارس أخرى أكثر أمنا.
وقال يوسف إبراهيم وكيل وزارة التربية والتعليم لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن عملية استئناف الدراسة لنحو نصف مليون طالب في غزة تمت دون مشاكل وقد جرى وضع خطط طوارئ لتفادي آثار العملية العسكرية الإسرائيلية.
واشتكي إبراهيم من أضرار بالغة في المدارس خاصة على صعيد زجاج النوافذ والأبواب بالتزامن مع فصل الشتاء ، مشيرا إلى أنه جرى الاستعاضة بإجراءات وقائية بدائية بشكل مؤقت.
وناشد إبراهيم الدول العربية والمجتمع الدولي بالإسراع في خطط إعادة أعمار قطاع غزة لاسيما المدارس التي دمرت بشكل كامل في العدوان وبلغ عددها 6 ، وعشرات المدارس التي تضررت جزئيا.
وقد ساد الذهول آلاف الطلاب بعد فقدان أحبة وأعزاء عليهم من زملائهم الطلاب نتيجة القذائف والصواريخ الإسرائيلية التي حصدت أرواحهم في العملية العسكرية التي راح ضحيتها 1335 قتيلا وأكثر من خمسة ألاف جريح أغلبهم من الأطفال والنساء.
كما استأنفت 221 مدرسة تابعة لـ"اونروا" في قطاع غزة عملها لتستقبل نحو مائتي ألف تلميذ. وكان الآلاف من الفلسطينيين قد لجأوا إلى مدارس المنظمة الدولية أثر تدمير منازلهم خلال الهجوم الإسرائيلي الذي استمر ثلاثة أسابيع.