تسارع الجهود لانهاء العدوان الاسرائيلي على غزة...وعدد الشهداء في اليوم 21 يرتفع الى 1143
غزة ، وكالات - يواصل الجيش الاسرائيلي لليوم الحادي والعشرين على التوالي حربه على قطاع غزة التي ادت الى سقوط اكثر من 1143 شهيداً فلسطينياً بعد استشهاد فلسطينيين اثنين في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة مدنية في ميدان فلسطين وسط مدينة غزة بعد ظهر الجمعة، فيما بلغ عدد الجرحى 5130. وبعد انسحاب الجيش الاسرائيلي انتشلت 23 جثة لشهيد من تحت الانقاض في حي تل الهوى في مدينة غزة وبعد استشهاد ستة فلسطينيين ظهر اليوم الجمعة بينهم فتاة في قصف اسرائيلي شمال قطاع غزة. وعرضت قناة "الجزيرة" مشاهد تدمير كبيرة في الحي نتيجة العدوان الاسرائيلي. من جهة اخرى، قال المدير العام لدائرة الاسعاف والطوارئ في قطاع غزة الطبيب معاوية حسنين ان "ستة فلسطينيين استشهدوا ظهر اليوم في غارات وقصف مدفعي على شمال قطاع غزة بينهم فتاة تبلغ من العمر 14 عاما". واوضح ان "عدد الذين استشهدوا منذ فجر اليوم بلغ 31 بعد ان تم انتشال 23 جثة من تحت الانقاض في حي تل الهوى في مدينة غزة، لترتفع حصيلة ضحايا الهجوم الاسرائيلي على القطاع الى 1133 منذ بدئه في 27 كانون الاول (ديسمبر) الماضي".
وفيما اعلنت اسرائيل سقوط 14 صاروخا على البلدات والمستوطنات داخل اسرائيل ما تسبب في جرح 4 اشخاص، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أن طائراته الحربية شنت الليلة الماضية 40 غارة على قطاع غزة. وتسارعت الجمعة الجهود الدبلوماسية لايقاف الحرب الوحشية التي تشنها اسرائيل على الفلسطينيين في غزة، خصوصاً عبر الوساطة المصرية بين "حماس" واسرائيل. واثار انعقاد مؤتمر اجتماع الدوحة من اجل غزة جدلا في العالم العربي بين مؤيد للاجتماع باعتباره تأييدا للمقاومة وبين منتقديه الذين اعتبره بعضهم تكريسا للانقسام الفلسطيني. وشن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية هجوما على اجتماع الدوحة وقال: "لا يستطيع احد المس بالتمثيل الفلسطيني، ودول عظمى اكبر بكثير من حجم قطر حاولت شقنا ولم تستطع". من جهة ثانية، غادر المفاوض الاسرائيلي عاموس غلعاد ظهر الجمعة القاهرة بعد مناقشة المبادرة المصرية لوقف النار. ومن المقرر ان يعود وفد حركة "حماس" الى القاهرة بناء على طلب مسؤوليين مصريين لعرض الردود الاسرائيلية على ملاحظات الحركة على المبادرة المصرية. وقال مسؤول رفيع المستوى في حركة "حماس" ان حركته اقترحت وقفا لاطلاق النار لمدة سنة مع اسرائيل قابلة للتجديد، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية وتعليق الحصار المفروض على القطاع. وصرح نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" موسى ابو مرزوق في اتصال اجري معه في دمشق بان "هذا ما طرحناه" خلال اجتماع وفد الحركة مع السلطات المصرية في القاهرة. واوضح: "ننتظر رد المصريين بعد ما تكلموا مع عاموس غلعاد" الموفد الاسرائيلي الذي زار مصر الخميس.
واجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مشاورات مساء الخميس مع الوزراء الرئيسيين في حكومتيه ومسؤولي وزارة الدفاع، بعد ساعات على عودة غلعاد من القاهرة حاملا تفاصيل الخطة المصرية. وقالت رئاسة الحكومة الاسرائيلية "بعد سلسلة جديدة من المناقشات سنقرر مدى ضرورة دعوة الحكومة الامنية" الاسرائيلية الى الانعقاد. وكانت مصر اعلنت قبل ذلك ان اسرائيل قبلت خطتها لوقف اطلاق النار لكن اسرائيل اوضحت انها لم تتخذ بعد اي قرار في هذا الشأن.
ميدانيا، شيع عشرات الالالف احد ابرز قادة حركة "حماس" سعيد صيام الذي استشهد امس في غارة على غزة حيث استهدف القصف الاسرائيلي ايضا مجمعا للامم المتحدة ومبنى يضم اعلاميين ومستشفى، ما اثار موجة استياء في العالم.
واستشهد سعيد صيام، وزير الداخلية في حكومة "حماس" المقالة في غزة، مع ابنه محمد وشقيقه اياد في غارة جوية على شمال مدينة غزة. وقالت "حماس" ان خمسة اشخاص اخرين قضوا ايضا في الغارة. واكد الجيش الاسرائيلي هذا الهجوم. وصيام هو ابرز مسؤول في "حماس" يقتله الجيش الاسرائيلي منذ بدء الهجوم العسكري على قطاع غزة في 27 كانون الاول (ديسمبر). وكانت القوات الاسرائيلية قتلت في اول كانون الثاني (يناير) قياديا اخر في الحركة هو نزار ريان في شمال القطاع.
وقد شكل صيام في 2006 "القوة التنفيذية" التي لعبت دورا حاسما في العملية التي قامت بها "حماس" لفرض سيطرتها على قطاع غزة وطرد القوات الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكثف الجيش الاسرائيلي الخميس عمليات القصف وقام بتوغل عميق داخل احد احياء مدينة غزة حيث اصطدمت الدبابات الاسرائيلية بالمقاتلين الفلسطينيين. وطاولت الهجمات داخل غزة مجمعا لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، اضافة الى مستشفى ومبنى يضم مكاتب لوسائل اعلام مختلفة.
واصيب ثلاثة موظفين في "اونروا" جراء هذا القصف، وعلقت الوكالة عملياتها بعدما اتى حريق على العديد من مستودعاتها. واكد االناطق باسم "اونروا" عدنان ابو حسنة ان الحريق التهم عشرات الاطنان من المساعدات الانسانية، مقدرا قيمة الخسائر بعشرات ملايين الدولارات. واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "صدمته" لهذا القصف. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اكد ان اسرائيل كانت ترد على نيران كان مصدرها مجمع المنظمة الدولية.
واعربت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن "قلقها البالغ" للوضع الانساني في غزة، واجرت اثر قصف مقر الامم المتحدة اتصالات بالقادة الاسرائيليين.
بدورهم، ابدى اعضاء مجلس الامن الدولي "قلقهم الشديد" حيال الضربات الاسرائيلية، فيما اعتبرت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي انها "غير مقبولة". كذلك، دان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون وفرنسا هذا لتصعيد.
واستشهد خمسون فلسطينيا على الاقل في غارات وقصف مدفعي اسرائيلي الخميس، بينهم امراة واطفالها الثلاثة في شمال قطاع غزة، وفق مصادر فلسطينية. في الوقت نفسه استمر اطلاق الصواريخ من غزة. وقالت فرق ادفاع المدني والجيش ان 25 قذيفة سقطت في جنوب اسرائيل مما اسفر عن اصابة خمسة اشخاص بجروح. ومنذ بداية الهجوم على غزة، استشهد 1105 فلسطينيين بينهم 355 طفلا ومئة امراة واصيب اكثر من 5130 اخرين، بحسب مديرية الاسعاف والطوارىء في غزة. واورد المركز الفلسطيني لحقوق الانسان في غزة ان 65 في المئة من القتلى مدنيون. وفي الجانب الاسرائيلي، قتل عشرة جنود وثلاثة مدنيين.
ودعت "حماس" الفلسطينيين الى "يوم غضب" جديد الجمعة عبر تنظيم تظاهرات مناهضة لاسرائيل، وكذلك حركة "فتح" بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفي اجراء وقائي اغلق الجيش الاسرائيلي الضفة الغربية من الساعة 22,00 من الخميس الى الساعة نفسها من السبت.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، تتوجه وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الى واشنطن الجمعة لابرام اتفاق يهدف الى منع تهريب الاسلحة بين مصر وقطاع غزة. واكدت رايس الخميس انها "تعمل" على اتفاق مع اسرائيل وشركاء اقليميين لتسهيل وقف لاطلاق النار، بدون تحديد مضمونه. وعبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وممثل اللجنة الرباعية في الشرق الاوسط توني بلير اثر لقاء في باريس عن تفاؤلهما في التوصل الى وقف لاطلاق النار.