أهلا وسهلا بكم زوارنا الكرام 
الخميس يناير 8 2009
غزة، دمشق، تل ابيب، لندن ، وكالات - اصدرت فصائل فلسطينية معارضة للسلطة الفلسطينية من بينها حركة "حماس"
بيانا الخميس اثر اجتماعات لها في دمشق، اعتبرت فيه ان المبادرة المصرية لحل النزاع "ليست اساسا صالحا للحل". واضاف البيان الصادر عن هذا التحالف الذي يضم بشكل خاص حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة "ان هدف هذه المبادرة التضييق على المقاومة والشعب الفلسطيني واطلاق يد الاحتلال وتحقيق بعض اهدافه التي عجز عن تحقيها بالعدوان العسكري". كما رفضت هذه الفصائل الفلسطينية "وجود قوات او مراقبين دوليين" في غزة. وتعثرت مناقشات مجلس الامن حول العدوان ولم تتمكن الاطراف المعنية من التوصل الى اتفاق حول المشروع العربي الذي تقدمت به ليبيا اضافة الى المبادرة المصرية ـ الفرنسية لانهاء الحرب. في غضون ذلك اعلنت اسرائيل عن مقتل ضابط واصابة جندي الخميس في معارك مع مقاتلين فلسطينيين شمال مدينة غزة. وقال ناطق باسم الجيش: "قتل الضابط لدى اطلاق صاروخ مضاد للدبابات في المنطقة الوسطى من قطاع غزة". وبذلك يرتفع الى ثمانية عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 27 كانون الاول (ديسمبر). كما اعلنت مصادر طبية وامنية اسرائيلية عن اصابة اربعة اسرائيليين بجروح اثنان منهم في حالة خطرة الخميس اثر سقوط صاروخ فلسطيني على مبنى سكني في كيبوتز عين هاشلوشا في صحراء النقب جنوب اسرائيل بحسب مصادر طبية وامنية.
ميدانيا، بلغ عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي في يومه الثالث عشر 763 شهيدا و3100 جريح بينهم 225 طفلا و85 سيدة وبما يعادل 46 في المئة منهم نساء واطفال، حسب اعلان المدير العام لدائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين الخميس.
وقال حسنين ان عدد الشهداء ارتفع بعد العثور الخميس على نحو 50 جثة لشهداء فلسطينيين. في غضون ذلك، اعلنت "سرايا القسام" عن مسؤوليتها في اطلاق صاروخين من طراز "غراد" على قاعدة "حتسريم" الجوية القريبة من بلدة اسدود الاسرائيلية. وقتل فتيان في غارة جوية اسرائيلية على منطقة القرارة جنوب القطاع الخميس بحسب مصادر طبية فيما قتل سائق شاحنة كان يعمل لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) بنيران الجيش الاسرائيلي قرب معبر ايرز في شمال القطاع.
وافادت مصادر طبية في مستشفى ناصر انه "وصلت جثتان لفتيين (12و14 عاما) الى المستشفى فيما اصيب فتى اخر في غارة جوية اسرائيلية على منطقة القرارة جنوب القطاع". واوضح ان "الجثث وصلت ممزقة تماما".
من جانبه اعلن عدنان ابو حسنة الناطق باسم "اونروا" لوكالة "فرانس برس" ان "الجيش الاسرائيلي قتل سائق شاحنة وجرح اخر وهما كانا يعملان لصالح الوكالة قرب معبر ايرز شمال القطاع".
واضاف "تم التنسيق صباح اليوم مع الجيش الاسرائيلي لدخول الشاحنتين الى معبر ايريز لنقل مساعدات لقطاع غزة حيث تعاقدت الاونروا مع السائقين وذهبوا الى ايرز ووضع على السيارتين اعلام الاونروا ورغم ذلك تم استهدافهما" .
ودارت مواجهات عنيفة بين الجنود الاسرائيليين والمسلحين الفلسطينيين في جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع. وقتل اربعة ناشطين من حركة الجهاد الاسلامي بقذائف الدبابات والغارات الجوية الاسرائيلية في المنطقة نفسها بحسب مصادر طبية. وقتلت امرأة تبلغ من العمر 40 عاما وجرح عشرة اشخاص في غارة استهدفت بيت لاهيا.
ودارت مواجهات في جنوب القطاع في محيط منطقة كيسوفيم التي تضم معبرا يربط القطاع بالاراضي الاسرائيلية.
وفي جنوب القطاع ايضا قام الجيش الاسرائيلي بسلسلة غارات خلال الليل استهدفت الانفاق التي تربط منطقة رفح بالاراضي المصرية.
وسجل تدمير وتضرر 18 منزلا فلسطينيا في وقت قامت عدة عائلات فلسطينية بالنزوح من المنطقة بعد قيام الجيش الاسرائيلي برمي مناشير تدعو لاخلاء المنطقة.
وعلى الجبهة الدبلوماسية من المفترض ان يقوم مبعوثان اسرائيليان الخميس في القاهرة بمناقشة صيغة وقف اطلاق النار التي اقترحها الرئيس المصري حسني مبارك بالتنسيق مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتدعو المقترحات المصرية الى "وقف فوري لاطلاق النار لفترة محددة" افساحا في المجال امام فتح ممرات انسانية، ومواصلة الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة دائمة واتخاذ تدابير لتأمين الحدود في قطاع غزة قبل اعادة فتح المعابر.
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعرب عن امله لصحيفة الحياة العربية في التوصل الى وقف للنار في غزة خلال ثلاثة ايام.
وفي نيويورك تم تمديد حركة الاتصالات بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع وزراء خارجية المجموعة العربية في محاولة للاتفاق على صيغة مقبولة لعرضها على مجلس الامن الدولي وانهاء القتال في غزة.
وعلقت اسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة غزة الاربعاء لمدة ثلاث ساعات للسماح للسكان بالتحرك ووعدت بتكرار ذلك الخميس.
واعلنت المنظمات الانسانية وقوع ازمة "كاملة" في قطاع غزة الفقير وذات الكثافة السكانية والذي يحتاج الى المعونات الغذائية والمحروقات والمياه ويعاني من انقطاع التيار الكهربائي.
ودعت منظمة هيومان رايتس واتش الى انشاء لجنة تحقيق اممية بعد مقتل خمسين لاجئا فلسطينيا الثلاثاء داخل مدرسة تابعة للامم المتحدة في غزة.
واتهم مقرر الامم المتحدة لشؤون الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فالك اسرائيل بارتكاب "جريمة ضد الانسانية" مؤكدا ضرورة معاقبة المسؤولين الاسرائيليين لكن اسرائيل اكدت من جهتها انه تم رصد اطلاق قذائف في محيط المدرسة.
وفي الضفة الغربية قتل فلسطيني الخميس على يد الشرطة الاسرائيلية خلال محاولته اشعال النيران بمحطة وقود داخل احدى المستوطنات وذلك احتجاجا على ما تتعرض له غزة بحسب الشرطة الاسرائيلية.
في لندن، كشفت تقرير نشرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس ان اسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض التي تعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ ان شنت هجومها على القطاع في 27 كانون الاول (ديسمبر)، ناشرة في الوقت نفسه نفيا من ناطقة عسكرية اسرائيلية. وذكرت الصحيفة انها تعرفت الى قذائف بالفوسفور الابيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الاسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة. واضافت انه طبع على هذه القذائف "ام 825 ايه 1" ما يشير الى قنابل بالفوسفور الابيض اميركية الصنع. واوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يستخدم هذه القنابل لاثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت ان لديها ادلة على ان مدنيين فلسطينيين اصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة.
وفي الوقت نفسه، شنت طائرات اسرائيلية غارتين على اهداف في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة وذلك على منزل ونفق مفترض بالقرب من الحدود مع مصر. وأعلنت مصادر محلية أن ناشطين فلسطينيين استشهدا ليل الأربعاء-الخميس في غارة جوية إسرائيلية على غرب مدينة خان يونس. وقالت المصادر إن القصف استهدف الناشطين في حي الأمل غرب المدينة. وأشارت المصادر إلى أن سبعة مواطنين فلسطينيين أصيبوا في هذه الغارة جرى نقلهم إلى المستشفى . وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اطلقت امس الأربعاء، ما أسمته "مرحلة ثالثة" لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، في الوقت الذي قامت فيه طائراتها القتالية بقصف مكثف على مدينة "رفح"، الواقعة على الحدود مع مصر، بعد قليل من إنذار وجهته إلى سكان المدينة، طلبت منهم إخلاء منازلهم.
وكشفت مصادر إسرائيلية أن الحكومة الأمنية المصغرة أعطت "الضوء الأخضر" لقوات الجيش بالدخول إلى المناطق السكنية في قطاع غزة، في الوقت الذي ألقت فيه الطائرات الإسرائيلية منشورات على مدينة رفح، طلبت من السكان مغادرة المدينة، قبل أن تبدأ بقصف عدد من المواقع داخل المدينة. ووفقاً لما جاء في تلك المنشورات، فقد طلبت قيادة الجيش الإسرائيلي من سكان رفح إخلاء منازلهم "بدءاً من شارع البحر وحتى حدود مصر"، بزعم أن مسلحي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يستخدمون منازل في تلك المنطقة كمخازن للأسلحة، بالإضافة إلى أنها ربما تضم أنفاقاً لتهريب الأسلحة من الجانب المصري.
وقال مسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن وزراء الحكومة الأمنية المصغرة "أقروا مواصلة العمليات البرية، والدخول في المرحلة الثالثة، التي ستوسع إطار الهجوم عبر التوغل أكثر في المناطق المأهولة بالسكان.". وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي امس لليوم الثاني عشر على التوالي، الغارات على قطاع غزة، حيث شن سلسلة غارات على مدينة غزة ومخيم للاجئين ومناطق شمال وجنوبي القطاع مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات الاسرائيلية ورجال المقاومة في عدد من المواقع شمال وجنوب قطاع غزة.
فقد استشهد خمسة افراد من عائلة الكحلوت في غارة اسرائيلية على سيارة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة كانت تقل أب وخمسة من افراد عائلته وصلوا اشلاء ممزقة بعد ان استهدفت الطائرات الاسرائيلية سيارتهم بصاروخ واحد.
واكد شهود عيان ان العائلة كانت تهم لشراء الخبز من احد المخابز في بلدة جباليا شمال القطاع الا ان الطائرات الحربية اطلقت صاروخا على سيارتهم مما ادى الى استشهادهم على الفور.
واعلنت مصادر طبية في غزة امس ان الجيش الاسرائيلي قتل ثلاث شقيقات في غارات اسرائيلية وعمليات قصف.
وقالت مصادر في مستشفى كمال عدوان استشهدت ثلاث شقيقات من عائلة واحدة (5 و6 و7 اعوام) واصيب عدد من افراد عائلتهن في قصف اسرائيلي على منطقة عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى ابو يوسف النجار في رفح استشهاد سالم حرب ارميلات 60" عاما" بشظايا وأصيب اخرون في غارة اسرائيلية قرب معبر رفح كما اصيب مواطن آخر بجراح خطيرة في القصف المدفعي لمنطقة التوام شمال غزة.
واستهدفت غارة اسرائيلية ملعباً بجوار مسجد التقوى بحي الشيخ رضوان أسفرت عن استشهاد اربعة مواطنين وإصابة 8 آخرين بجراح، فيما أسفرت غارة على منزل بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة عن استشهاد ثلاثة مواطنين وعدد من الإصابات أيضاً، كما استشهد مواطن على الاقل في قصف استهدف منزلاً في بيت لاهيا.
وتمكنت أطقم الاسعاف التي مُنعت على مدى أيام من الوصول إلى بعض المناطق التي شهدت قصفاً وتوغلاً اسرائيلياً في شمال القطاع، من انتشال جثامين 8 شهداء من تحت انقاض منازلهم التي دمرت على رؤسهم.
وأعلنت مصادر طبية امس استشهاد 4 مواطنين متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها في المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في مدرسة الفاخورة التابعة للاونروا في جباليا شمال القطاع، وأدت إلى استشهاد أكثر من 43 مواطناً غالبيتهم من الاطفال والنساء وإصابة العشرات، حيث كانت المدرسة تؤوي المئات من المواطنين الذين دمرت منازلهم، كما تم انتشال جثامين 8 شهداء في العطاطرة شمال القطاع.
الى ذلك تمكنت فرق الإنقاذ امس من إنقاذ ثمانية أطفال من عائلة السموني ظلوا تحت ركام منازلهم منذ يوم السبت الماضي.
وتمكن الأطفال الثمانية والمصابين بإصابات بسيطة ومتوسطة من الصمود والبقاء على قيد الحياة، بدون طعام وشراب إلا من بعض نقاط الماء البسيطة التي ابقتهم على قيد الحياة منذ يوم السبت الماضي.
وتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة، كما أوضح عمهم ماجد بفضل شجاعة إبن عمهم أحمد السموني(11عاما) والمصاب برصاصة في صدره، وكسر في رجله، والذي حاول انقاذ الرجال من العائلة بإعطائهم الماء، وعندما فشل في ذلك اهتم بالأطفال، وبدأ بإعطائهم الماء بتقنين شديد للمحافظة على حياتهم، وطمأنتهم أن فرق الإسعاف ستنجدهم.
وكانت فرق الإنقاذ قد تحركت امس لإخلاء جثامين شهداء عائلة السموني التي قال أبناؤها أن الكثير منهم ما زالوا تحت الركام، حيث كانت المفاجأة لضباط الأسعاف الذين اكتشفوا وجود ثمانية أطفال أحياء اختبئوا بين الانقاذ وتحت زاوية حائط لم ينهار، واتخذوا من خزانة لم تتحطم مأوى لهم.
وتوضح مصادر العائلة أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول الى جميع العائلات في حارة السموني، وما زال هناك بعض الأحياء والمصابين في المنطقة بسبب صعوبة الحركة في هذه المنطقة، حيث اضطرت فرق الإنقاذ للسير نحو3 كلم بعربات الكارو، الا اننها توقفت عن العمل مع انتهاء هدنة الثلاث ساعات التي أعلنت عنها السلطات الاسرائيلية في قطاع غزة.
ويؤكد ماجد السموني ان فرق الإنقاذ لم تتمكن من نقل جثامين شهداء عائلته، وتمكنوا من معرفة مصير بعض ابناء العائلة من الأطفال والذين كانوا شهودا على استشهاد أقاربهم، وما زال مصير الكثيرين منهم مجهولا، مثل مصير والده.
وأضاف ان هناك عددا كبيرا من الشهداء تحت الردم، وهناك صعوبة شديدة في تحريكهم ونقلهم، وبحاجة الى معدات ثقيلة لرفع حطام المنزل عنهم، وهو الامر الذي يستلزم وقتا طويلا، بينما الجنود الاسرائيليون يطلقون نيران رشاشاتهم في كل مكان عند أي حركة.
وكانت منازل عائلة السموني التي تقع في حي الزيتون، أول المناطق التي وصلها الاجتياح البري الاسرائيلي في مرحلته الثانية والتي بدأت فيها الاجتياح البري للقطاع وعزل مناطقه عن بعضها البعض.
وفي وقت مبكر من صباح امس أعلنت المقاومة الفلسطينية عن استشهاد اثنين من المقاومين وقالت كتائب الاقصى- مجموعات ايمن جودة- إن أحد مقاتليها محمد عايش ابو النصر استشهد في غارة جوية على بيت لاهيا، فيما استشهد معين عوض سلمي من سرايا القدس واصيب آخرون في قصف اسرائيلي على حي الزيتون جنوب مدينة غزة وفي وقت لاحق نعت سرايا القدس ناشطها محمود فتوح الذي استشهد متأثراً بجراح اصيب بها.
وواصل الجيش ايضا قصف المنازل ومنها منزل بشير المقوسي في بيت لاهيا، ما أدى الى اصابة اثنين من المواطنين، كما نفذت الطائرات غارات على منزلين على حدود رفح، بالقرب من بوابة صلاح الدين قبل أن تقوم الطائرات بقصف ما قالت إنه مجموعة من الانفاق على نفس الحدود وعلى مناطق مفتوحة بالنصيرات بمشاركة الزوارق الحربية.
وتمركزت قوات اسرائيلية في حي ابو طعيمة الى الشرق من بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس ودمرت هناك قرابة 30 بيتاً للعائلة ومسجد آل ابو طعيمة وعندما انسحبت صباحاً قام المواطنون بتفقد منازلهم فأطلقت قوات الجيش النيران باتجاههم ما أدى الى اصابة أحدهم.
كما شهدت محافظة رفح ليلة ساخنة حيث قصفت المروحيات الاسرائيلية منزلين، ونفذت المروحيات غارتين على الاقل على مخيم النصيرات وسط القطاع فجر وصباح امس، فيما لم تتوقف الزوارق الحربية عن قصف مناطق خالية في دير البلح وسط القطاع.
في غضون ذلك شيع عشرات الالاف من جماهير شمال غزة ظهر امس 45 من ضحايا مجزرة مدرسة الفاخورة في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء وكبار السن.
وانطلق المشيعون من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة باتجاه مدرسة الفاخورة لاداء الصلاة، ومن ثم انطلقوا الى مقبرتي الصفطاوي ومعسكر جبالبا لمواراتهم الثرى، مرددين هتافات منددة بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي والعربي بنصرة اهل غزة، ومحاكمة اسرائيل على جرائمها.
في المقابل واصلت فصائل المقاومة قصفها للبلدات الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة رغم العدوان الاسرائيلي البحري والجوي والبري المتواصل لليوم 12 على التوالي حيث اطلقت نحو 20 صاروخا على بلدات محيطة بقطاع غزة اوقعت 20 اصابة بهلع ودمرت منازل.
فقد اطلق مقاومون 4 صواريخ من طراز غراد على بئر السبع ادت الى اصابة 8 اشخاص بجروح طفيفة بسبب التدافع في احد الملاجئ في بئر السبع وعدد من الاشخاص بهلع فيما لحقت اضرار مادية طفيفة. واطلق مقاومون صاروخا على منطقة المجلس الاقليمي اشكول دون وقوع اصابات.
واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن الاشتباكات العنيفة التي دارت مع قوة اسرائيلية خاصة في منطقة العطاطرة شمالي القطاع حيث اطلقت باتجاهها قذيفة R.B.G، وحققت فيها إصابات مباشرة وفقا للبيان
واعترفت المصادر العسكرية الإسرائيلية مساء امس، بسقوط عدد من الصواريخ في أهداف متعددة مشيرة الى وقوع إصابتين طفيفتين وعدد من الإصابات بحال الهلع وأضرار مادية.
وأشارت تلك المصادر الى أنه سقط منذ صباح امس حوالي 20 صاروخاً ما أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح طفيفة ونحو 20 بحالة من الهلع.
وبيّنت تلك المصادر أن أربعة من تلك الصواريخ التي أطلقت من غزة من نوع «غراد»، مشيرة إلى أنها سقطت في بئر السبع و«نتيفوت» الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين بهلع ووقوع أضرار مادية طفيفة.
وبحسب التقديرات، التي أعلنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن ما يقرب من ثلث القتلى (30 في المائة) من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن تلك التقديرات لا تضمن الضحايا الذين سقطوا الأربعاء.
وأشار المكتب الأممي إلى أن ما يقرب من نصف الجرحى (45 في المائة)، الذين سقطوا نتيجة "الاعتداءات" الإسرائيلية، منذ بدء عمليات القصف الجوي لقطاع غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من الأطفال والنساء أيضاً.
وفي لندن، كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس ان اسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض تعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ ان شنت هجومها على قطاع غزة في 27 كانون الاول (ديسمبر)، ناشرة في الوقت نفسه نفيا من ناطقة عسكرية اسرائيلية.
وذكرت الصحيفة انها تعرفت الى قذائف بالفوسفور الابيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الاسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة.
واضافت انه طبع على هذه القذائف "ام 825 ايه 1" ما يشير الى قنابل بالفوسفور الابيض اميركية الصنع.
واوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يستخدم هذه القنابل لاثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت ان لديها ادلة على ان مدنيين فلسطينيين اصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة.
واوردت تايمز شهادات عدد من عناصر الاجهزة الصحية في مدينة غزة قالوا انهم شاهدوا او عالجوا مصابين يشتبه بانهم تعرضوا لمثل هذه القنابل.
ونفت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي للصحيفة ان تكون القوات تستخدم هذه القنابل وقالت ان قذائف "ام 825 ايه 1" كانت "فارغة، لا تحتوي على متفجرات ولا على فوسفور ابيض".
واضافت "ليس هناك شيء في داخلها. اننا نطلقها لتمييز الهدف قبل اطلاق قذائف حقيقية (..) وليس لقتل الناس".
وشددت "اننا نستخدم ما تستخدمه الجيوش الاخرى، ولا نستخدم اي اسلحة تحظرها القوانين الدولية".
غير ان خبيرا في مجلة جينز البريطانية المتخصصة في مسائل الدفاع اكد لصحيفة تايمز ان القذائف "ام 825 ايه 1" هي بالتأكيد قنابل فوسفورية.
بيانا الخميس اثر اجتماعات لها في دمشق، اعتبرت فيه ان المبادرة المصرية لحل النزاع "ليست اساسا صالحا للحل". واضاف البيان الصادر عن هذا التحالف الذي يضم بشكل خاص حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة "ان هدف هذه المبادرة التضييق على المقاومة والشعب الفلسطيني واطلاق يد الاحتلال وتحقيق بعض اهدافه التي عجز عن تحقيها بالعدوان العسكري". كما رفضت هذه الفصائل الفلسطينية "وجود قوات او مراقبين دوليين" في غزة. وتعثرت مناقشات مجلس الامن حول العدوان ولم تتمكن الاطراف المعنية من التوصل الى اتفاق حول المشروع العربي الذي تقدمت به ليبيا اضافة الى المبادرة المصرية ـ الفرنسية لانهاء الحرب. في غضون ذلك اعلنت اسرائيل عن مقتل ضابط واصابة جندي الخميس في معارك مع مقاتلين فلسطينيين شمال مدينة غزة. وقال ناطق باسم الجيش: "قتل الضابط لدى اطلاق صاروخ مضاد للدبابات في المنطقة الوسطى من قطاع غزة". وبذلك يرتفع الى ثمانية عدد العسكريين الاسرائيليين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 27 كانون الاول (ديسمبر). كما اعلنت مصادر طبية وامنية اسرائيلية عن اصابة اربعة اسرائيليين بجروح اثنان منهم في حالة خطرة الخميس اثر سقوط صاروخ فلسطيني على مبنى سكني في كيبوتز عين هاشلوشا في صحراء النقب جنوب اسرائيل بحسب مصادر طبية وامنية.
ميدانيا، بلغ عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي في يومه الثالث عشر 763 شهيدا و3100 جريح بينهم 225 طفلا و85 سيدة وبما يعادل 46 في المئة منهم نساء واطفال، حسب اعلان المدير العام لدائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية معاوية حسنين الخميس.
وقال حسنين ان عدد الشهداء ارتفع بعد العثور الخميس على نحو 50 جثة لشهداء فلسطينيين. في غضون ذلك، اعلنت "سرايا القسام" عن مسؤوليتها في اطلاق صاروخين من طراز "غراد" على قاعدة "حتسريم" الجوية القريبة من بلدة اسدود الاسرائيلية. وقتل فتيان في غارة جوية اسرائيلية على منطقة القرارة جنوب القطاع الخميس بحسب مصادر طبية فيما قتل سائق شاحنة كان يعمل لصالح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا) بنيران الجيش الاسرائيلي قرب معبر ايرز في شمال القطاع.
وافادت مصادر طبية في مستشفى ناصر انه "وصلت جثتان لفتيين (12و14 عاما) الى المستشفى فيما اصيب فتى اخر في غارة جوية اسرائيلية على منطقة القرارة جنوب القطاع". واوضح ان "الجثث وصلت ممزقة تماما".
من جانبه اعلن عدنان ابو حسنة الناطق باسم "اونروا" لوكالة "فرانس برس" ان "الجيش الاسرائيلي قتل سائق شاحنة وجرح اخر وهما كانا يعملان لصالح الوكالة قرب معبر ايرز شمال القطاع".
واضاف "تم التنسيق صباح اليوم مع الجيش الاسرائيلي لدخول الشاحنتين الى معبر ايريز لنقل مساعدات لقطاع غزة حيث تعاقدت الاونروا مع السائقين وذهبوا الى ايرز ووضع على السيارتين اعلام الاونروا ورغم ذلك تم استهدافهما" .
ودارت مواجهات عنيفة بين الجنود الاسرائيليين والمسلحين الفلسطينيين في جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع. وقتل اربعة ناشطين من حركة الجهاد الاسلامي بقذائف الدبابات والغارات الجوية الاسرائيلية في المنطقة نفسها بحسب مصادر طبية. وقتلت امرأة تبلغ من العمر 40 عاما وجرح عشرة اشخاص في غارة استهدفت بيت لاهيا.
ودارت مواجهات في جنوب القطاع في محيط منطقة كيسوفيم التي تضم معبرا يربط القطاع بالاراضي الاسرائيلية.
وفي جنوب القطاع ايضا قام الجيش الاسرائيلي بسلسلة غارات خلال الليل استهدفت الانفاق التي تربط منطقة رفح بالاراضي المصرية.
وسجل تدمير وتضرر 18 منزلا فلسطينيا في وقت قامت عدة عائلات فلسطينية بالنزوح من المنطقة بعد قيام الجيش الاسرائيلي برمي مناشير تدعو لاخلاء المنطقة.
وعلى الجبهة الدبلوماسية من المفترض ان يقوم مبعوثان اسرائيليان الخميس في القاهرة بمناقشة صيغة وقف اطلاق النار التي اقترحها الرئيس المصري حسني مبارك بالتنسيق مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتدعو المقترحات المصرية الى "وقف فوري لاطلاق النار لفترة محددة" افساحا في المجال امام فتح ممرات انسانية، ومواصلة الجهود المصرية للتوصل الى تهدئة دائمة واتخاذ تدابير لتأمين الحدود في قطاع غزة قبل اعادة فتح المعابر.
وكان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط اعرب عن امله لصحيفة الحياة العربية في التوصل الى وقف للنار في غزة خلال ثلاثة ايام.
وفي نيويورك تم تمديد حركة الاتصالات بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع وزراء خارجية المجموعة العربية في محاولة للاتفاق على صيغة مقبولة لعرضها على مجلس الامن الدولي وانهاء القتال في غزة.
وعلقت اسرائيل عملياتها العسكرية في مدينة غزة الاربعاء لمدة ثلاث ساعات للسماح للسكان بالتحرك ووعدت بتكرار ذلك الخميس.
واعلنت المنظمات الانسانية وقوع ازمة "كاملة" في قطاع غزة الفقير وذات الكثافة السكانية والذي يحتاج الى المعونات الغذائية والمحروقات والمياه ويعاني من انقطاع التيار الكهربائي.
ودعت منظمة هيومان رايتس واتش الى انشاء لجنة تحقيق اممية بعد مقتل خمسين لاجئا فلسطينيا الثلاثاء داخل مدرسة تابعة للامم المتحدة في غزة.
واتهم مقرر الامم المتحدة لشؤون الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فالك اسرائيل بارتكاب "جريمة ضد الانسانية" مؤكدا ضرورة معاقبة المسؤولين الاسرائيليين لكن اسرائيل اكدت من جهتها انه تم رصد اطلاق قذائف في محيط المدرسة.
وفي الضفة الغربية قتل فلسطيني الخميس على يد الشرطة الاسرائيلية خلال محاولته اشعال النيران بمحطة وقود داخل احدى المستوطنات وذلك احتجاجا على ما تتعرض له غزة بحسب الشرطة الاسرائيلية.
في لندن، كشفت تقرير نشرته صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس ان اسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض التي تعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ ان شنت هجومها على القطاع في 27 كانون الاول (ديسمبر)، ناشرة في الوقت نفسه نفيا من ناطقة عسكرية اسرائيلية. وذكرت الصحيفة انها تعرفت الى قذائف بالفوسفور الابيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الاسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة. واضافت انه طبع على هذه القذائف "ام 825 ايه 1" ما يشير الى قنابل بالفوسفور الابيض اميركية الصنع. واوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يستخدم هذه القنابل لاثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت ان لديها ادلة على ان مدنيين فلسطينيين اصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة.
وفي الوقت نفسه، شنت طائرات اسرائيلية غارتين على اهداف في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة وذلك على منزل ونفق مفترض بالقرب من الحدود مع مصر. وأعلنت مصادر محلية أن ناشطين فلسطينيين استشهدا ليل الأربعاء-الخميس في غارة جوية إسرائيلية على غرب مدينة خان يونس. وقالت المصادر إن القصف استهدف الناشطين في حي الأمل غرب المدينة. وأشارت المصادر إلى أن سبعة مواطنين فلسطينيين أصيبوا في هذه الغارة جرى نقلهم إلى المستشفى . وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اطلقت امس الأربعاء، ما أسمته "مرحلة ثالثة" لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، في الوقت الذي قامت فيه طائراتها القتالية بقصف مكثف على مدينة "رفح"، الواقعة على الحدود مع مصر، بعد قليل من إنذار وجهته إلى سكان المدينة، طلبت منهم إخلاء منازلهم.
وكشفت مصادر إسرائيلية أن الحكومة الأمنية المصغرة أعطت "الضوء الأخضر" لقوات الجيش بالدخول إلى المناطق السكنية في قطاع غزة، في الوقت الذي ألقت فيه الطائرات الإسرائيلية منشورات على مدينة رفح، طلبت من السكان مغادرة المدينة، قبل أن تبدأ بقصف عدد من المواقع داخل المدينة. ووفقاً لما جاء في تلك المنشورات، فقد طلبت قيادة الجيش الإسرائيلي من سكان رفح إخلاء منازلهم "بدءاً من شارع البحر وحتى حدود مصر"، بزعم أن مسلحي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يستخدمون منازل في تلك المنطقة كمخازن للأسلحة، بالإضافة إلى أنها ربما تضم أنفاقاً لتهريب الأسلحة من الجانب المصري.
وقال مسئول بوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن وزراء الحكومة الأمنية المصغرة "أقروا مواصلة العمليات البرية، والدخول في المرحلة الثالثة، التي ستوسع إطار الهجوم عبر التوغل أكثر في المناطق المأهولة بالسكان.". وواصل الطيران الحربي الاسرائيلي امس لليوم الثاني عشر على التوالي، الغارات على قطاع غزة، حيث شن سلسلة غارات على مدينة غزة ومخيم للاجئين ومناطق شمال وجنوبي القطاع مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات الاسرائيلية ورجال المقاومة في عدد من المواقع شمال وجنوب قطاع غزة.
فقد استشهد خمسة افراد من عائلة الكحلوت في غارة اسرائيلية على سيارة في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة كانت تقل أب وخمسة من افراد عائلته وصلوا اشلاء ممزقة بعد ان استهدفت الطائرات الاسرائيلية سيارتهم بصاروخ واحد.
واكد شهود عيان ان العائلة كانت تهم لشراء الخبز من احد المخابز في بلدة جباليا شمال القطاع الا ان الطائرات الحربية اطلقت صاروخا على سيارتهم مما ادى الى استشهادهم على الفور.
واعلنت مصادر طبية في غزة امس ان الجيش الاسرائيلي قتل ثلاث شقيقات في غارات اسرائيلية وعمليات قصف.
وقالت مصادر في مستشفى كمال عدوان استشهدت ثلاث شقيقات من عائلة واحدة (5 و6 و7 اعوام) واصيب عدد من افراد عائلتهن في قصف اسرائيلي على منطقة عزبة عبد ربه شمال قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى ابو يوسف النجار في رفح استشهاد سالم حرب ارميلات 60" عاما" بشظايا وأصيب اخرون في غارة اسرائيلية قرب معبر رفح كما اصيب مواطن آخر بجراح خطيرة في القصف المدفعي لمنطقة التوام شمال غزة.
واستهدفت غارة اسرائيلية ملعباً بجوار مسجد التقوى بحي الشيخ رضوان أسفرت عن استشهاد اربعة مواطنين وإصابة 8 آخرين بجراح، فيما أسفرت غارة على منزل بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة عن استشهاد ثلاثة مواطنين وعدد من الإصابات أيضاً، كما استشهد مواطن على الاقل في قصف استهدف منزلاً في بيت لاهيا.
وتمكنت أطقم الاسعاف التي مُنعت على مدى أيام من الوصول إلى بعض المناطق التي شهدت قصفاً وتوغلاً اسرائيلياً في شمال القطاع، من انتشال جثامين 8 شهداء من تحت انقاض منازلهم التي دمرت على رؤسهم.
وأعلنت مصادر طبية امس استشهاد 4 مواطنين متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها في المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في مدرسة الفاخورة التابعة للاونروا في جباليا شمال القطاع، وأدت إلى استشهاد أكثر من 43 مواطناً غالبيتهم من الاطفال والنساء وإصابة العشرات، حيث كانت المدرسة تؤوي المئات من المواطنين الذين دمرت منازلهم، كما تم انتشال جثامين 8 شهداء في العطاطرة شمال القطاع.
الى ذلك تمكنت فرق الإنقاذ امس من إنقاذ ثمانية أطفال من عائلة السموني ظلوا تحت ركام منازلهم منذ يوم السبت الماضي.
وتمكن الأطفال الثمانية والمصابين بإصابات بسيطة ومتوسطة من الصمود والبقاء على قيد الحياة، بدون طعام وشراب إلا من بعض نقاط الماء البسيطة التي ابقتهم على قيد الحياة منذ يوم السبت الماضي.
وتمكن الأطفال من البقاء على قيد الحياة، كما أوضح عمهم ماجد بفضل شجاعة إبن عمهم أحمد السموني(11عاما) والمصاب برصاصة في صدره، وكسر في رجله، والذي حاول انقاذ الرجال من العائلة بإعطائهم الماء، وعندما فشل في ذلك اهتم بالأطفال، وبدأ بإعطائهم الماء بتقنين شديد للمحافظة على حياتهم، وطمأنتهم أن فرق الإسعاف ستنجدهم.
وكانت فرق الإنقاذ قد تحركت امس لإخلاء جثامين شهداء عائلة السموني التي قال أبناؤها أن الكثير منهم ما زالوا تحت الركام، حيث كانت المفاجأة لضباط الأسعاف الذين اكتشفوا وجود ثمانية أطفال أحياء اختبئوا بين الانقاذ وتحت زاوية حائط لم ينهار، واتخذوا من خزانة لم تتحطم مأوى لهم.
وتوضح مصادر العائلة أن فرق الإنقاذ لم تتمكن من الوصول الى جميع العائلات في حارة السموني، وما زال هناك بعض الأحياء والمصابين في المنطقة بسبب صعوبة الحركة في هذه المنطقة، حيث اضطرت فرق الإنقاذ للسير نحو3 كلم بعربات الكارو، الا اننها توقفت عن العمل مع انتهاء هدنة الثلاث ساعات التي أعلنت عنها السلطات الاسرائيلية في قطاع غزة.
ويؤكد ماجد السموني ان فرق الإنقاذ لم تتمكن من نقل جثامين شهداء عائلته، وتمكنوا من معرفة مصير بعض ابناء العائلة من الأطفال والذين كانوا شهودا على استشهاد أقاربهم، وما زال مصير الكثيرين منهم مجهولا، مثل مصير والده.
وأضاف ان هناك عددا كبيرا من الشهداء تحت الردم، وهناك صعوبة شديدة في تحريكهم ونقلهم، وبحاجة الى معدات ثقيلة لرفع حطام المنزل عنهم، وهو الامر الذي يستلزم وقتا طويلا، بينما الجنود الاسرائيليون يطلقون نيران رشاشاتهم في كل مكان عند أي حركة.
وكانت منازل عائلة السموني التي تقع في حي الزيتون، أول المناطق التي وصلها الاجتياح البري الاسرائيلي في مرحلته الثانية والتي بدأت فيها الاجتياح البري للقطاع وعزل مناطقه عن بعضها البعض.
وفي وقت مبكر من صباح امس أعلنت المقاومة الفلسطينية عن استشهاد اثنين من المقاومين وقالت كتائب الاقصى- مجموعات ايمن جودة- إن أحد مقاتليها محمد عايش ابو النصر استشهد في غارة جوية على بيت لاهيا، فيما استشهد معين عوض سلمي من سرايا القدس واصيب آخرون في قصف اسرائيلي على حي الزيتون جنوب مدينة غزة وفي وقت لاحق نعت سرايا القدس ناشطها محمود فتوح الذي استشهد متأثراً بجراح اصيب بها.
وواصل الجيش ايضا قصف المنازل ومنها منزل بشير المقوسي في بيت لاهيا، ما أدى الى اصابة اثنين من المواطنين، كما نفذت الطائرات غارات على منزلين على حدود رفح، بالقرب من بوابة صلاح الدين قبل أن تقوم الطائرات بقصف ما قالت إنه مجموعة من الانفاق على نفس الحدود وعلى مناطق مفتوحة بالنصيرات بمشاركة الزوارق الحربية.
وتمركزت قوات اسرائيلية في حي ابو طعيمة الى الشرق من بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس ودمرت هناك قرابة 30 بيتاً للعائلة ومسجد آل ابو طعيمة وعندما انسحبت صباحاً قام المواطنون بتفقد منازلهم فأطلقت قوات الجيش النيران باتجاههم ما أدى الى اصابة أحدهم.
كما شهدت محافظة رفح ليلة ساخنة حيث قصفت المروحيات الاسرائيلية منزلين، ونفذت المروحيات غارتين على الاقل على مخيم النصيرات وسط القطاع فجر وصباح امس، فيما لم تتوقف الزوارق الحربية عن قصف مناطق خالية في دير البلح وسط القطاع.
في غضون ذلك شيع عشرات الالاف من جماهير شمال غزة ظهر امس 45 من ضحايا مجزرة مدرسة الفاخورة في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء وكبار السن.
وانطلق المشيعون من مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة باتجاه مدرسة الفاخورة لاداء الصلاة، ومن ثم انطلقوا الى مقبرتي الصفطاوي ومعسكر جبالبا لمواراتهم الثرى، مرددين هتافات منددة بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي والعربي بنصرة اهل غزة، ومحاكمة اسرائيل على جرائمها.
في المقابل واصلت فصائل المقاومة قصفها للبلدات الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة رغم العدوان الاسرائيلي البحري والجوي والبري المتواصل لليوم 12 على التوالي حيث اطلقت نحو 20 صاروخا على بلدات محيطة بقطاع غزة اوقعت 20 اصابة بهلع ودمرت منازل.
فقد اطلق مقاومون 4 صواريخ من طراز غراد على بئر السبع ادت الى اصابة 8 اشخاص بجروح طفيفة بسبب التدافع في احد الملاجئ في بئر السبع وعدد من الاشخاص بهلع فيما لحقت اضرار مادية طفيفة. واطلق مقاومون صاروخا على منطقة المجلس الاقليمي اشكول دون وقوع اصابات.
واعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن الاشتباكات العنيفة التي دارت مع قوة اسرائيلية خاصة في منطقة العطاطرة شمالي القطاع حيث اطلقت باتجاهها قذيفة R.B.G، وحققت فيها إصابات مباشرة وفقا للبيان
واعترفت المصادر العسكرية الإسرائيلية مساء امس، بسقوط عدد من الصواريخ في أهداف متعددة مشيرة الى وقوع إصابتين طفيفتين وعدد من الإصابات بحال الهلع وأضرار مادية.
وأشارت تلك المصادر الى أنه سقط منذ صباح امس حوالي 20 صاروخاً ما أسفر عن إصابة إسرائيليين بجروح طفيفة ونحو 20 بحالة من الهلع.
وبيّنت تلك المصادر أن أربعة من تلك الصواريخ التي أطلقت من غزة من نوع «غراد»، مشيرة إلى أنها سقطت في بئر السبع و«نتيفوت» الأمر الذي أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين بهلع ووقوع أضرار مادية طفيفة.
وبحسب التقديرات، التي أعلنها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن ما يقرب من ثلث القتلى (30 في المائة) من الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن تلك التقديرات لا تضمن الضحايا الذين سقطوا الأربعاء.
وأشار المكتب الأممي إلى أن ما يقرب من نصف الجرحى (45 في المائة)، الذين سقطوا نتيجة "الاعتداءات" الإسرائيلية، منذ بدء عمليات القصف الجوي لقطاع غزة في 27 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من الأطفال والنساء أيضاً.
وفي لندن، كشفت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية الخميس ان اسرائيل استخدمت قنابل بالفوسفور الابيض تعتبر من الذخائر المثيرة للجدل منذ ان شنت هجومها على قطاع غزة في 27 كانون الاول (ديسمبر)، ناشرة في الوقت نفسه نفيا من ناطقة عسكرية اسرائيلية.
وذكرت الصحيفة انها تعرفت الى قذائف بالفوسفور الابيض على صور اوردتها الصحف لمخزونات ذخائر للجيش الاسرائيلي التقطت الاسبوع الماضي عند الحدود مع غزة.
واضافت انه طبع على هذه القذائف "ام 825 ايه 1" ما يشير الى قنابل بالفوسفور الابيض اميركية الصنع.
واوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي يستخدم هذه القنابل لاثارة ستارة من الدخان في ميدان المعركة، كما ذكرت ان لديها ادلة على ان مدنيين فلسطينيين اصيبوا بهذه القنابل التي تتسبب بحروق بالغة.
واوردت تايمز شهادات عدد من عناصر الاجهزة الصحية في مدينة غزة قالوا انهم شاهدوا او عالجوا مصابين يشتبه بانهم تعرضوا لمثل هذه القنابل.
ونفت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي للصحيفة ان تكون القوات تستخدم هذه القنابل وقالت ان قذائف "ام 825 ايه 1" كانت "فارغة، لا تحتوي على متفجرات ولا على فوسفور ابيض".
واضافت "ليس هناك شيء في داخلها. اننا نطلقها لتمييز الهدف قبل اطلاق قذائف حقيقية (..) وليس لقتل الناس".
وشددت "اننا نستخدم ما تستخدمه الجيوش الاخرى، ولا نستخدم اي اسلحة تحظرها القوانين الدولية".
غير ان خبيرا في مجلة جينز البريطانية المتخصصة في مسائل الدفاع اكد لصحيفة تايمز ان القذائف "ام 825 ايه 1" هي بالتأكيد قنابل فوسفورية.
