ماذا يحدث "لو ارادت" ميريام فارس؟...
بعيداً عن طريقة الأسئلة المعتمدة عادة بالحوارات، اخترنا للفنانة ميريام فارس حرية الكلام والتعبير وإبداء الرأي كما
تشاء، ضمن هذا الحوار الذي ووحّدته عبارة ثابتة هي "لو أردت أن"...
- لو أردت أن أكون شخصية معروفة لاخترت المهاتما غاندي، لإعجابي بشخصيته وحبه لمساعدة الناس وتطبيق العدالة والسلام. وأنا من أتباعه بمحبتي للسلام لأنني لا أحب المشاكل أو أفكر بافتعالها.
- لو أردت أن أكون شخصية فنية معروفة لاخترت ألفيس بريسلي، لأنه أوجد فناً جديداً في عصره، ولا تزال الأجيال حتى الآن تعتبره أسطورة.
- لو أردت أن أكون شخصية إعلامية لاخترت أوبرا وينفري، لأنني أحبها كثيراً، وعماد الدين أديب، لإعجابي بشخصيته وطريقة طرحه للمواضيع.
- لو أردت أن اختار أمراً فنياً ندمت عليه (تفكر ملياً) وتردف: لم يحصل بعد، لأنني متأنية في اختياراتي وإطلالاتي الفنية. حتى في حياتي العادية، قلما توجد محطات للندم عليها. وأذكر مرة أنني عمدت الى ادخال بعض التغييرات على لون شعري من خلال صبغه بخصلات شقراء. وبعد انتهاء التعديل، نظرت الى المرآة فلم أحب شكلي. وعلى الفور، طلبت من مزين الشعر أن يعيد شعري الى اللون البني.
- لو أردت أن أخضع لعملية تجميل، لاخترت أنفي. ولكن، لغاية الآن، لا أفكر بالأمر أو يشغلني ذلك لأنني لا اراه معيباً. فأنا لا أجد شيئاً يزعجني بشكلي وإلا لسارعت الى تعديله.
- لو أردت أن أختار سناً معينة للزواج لاخترت ان يكون ذلك في السابعة والعشرين من عمري، أي بعد أربعة أعوام من الآن. وأنا أؤثر الرجل الذي سأرتبط به أن يتمتع بشخصية قوية. فعندما ينظر إلي (ضاحكة) أرتجف ويكون أيضاً حنوناً، يعمل على إرضائي فوراً إذا تدللت عليه. أما بالنسبة لشكله الخارجي فليس لدي هاجس بشأنه. فأنا مثلاً أحبه ان يكون عريض الكتفين، وأشعر أنه يحتضنني بحنان إذا أخذني بين يديه. وأنا لم أتعمّد فترة العزوبية إنما حدّدت هذه المدة لتحقيق ذاتي أكثر، لأن الزواج يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة. والرجل الذي أطمح للزواج منه لا أحبه أن يفرض رأيه عليّ كأن يأتي ويقول لي: "يجب أن تتركي الفن الآن". فهو، وبطريقة غير مباشرة، قد يجعلني بأسلوبه الذكي احقّق ما يريده وأتفرّغ للعائلة بعيداً عن الطريقة الإلزامية.
- لو أردت أن أختار مكاناً للاحتفال بالزواج فسيكون في مساحة كبيرة ومفتوحة، لأنني سأدعو جميع الناس والفنانين إليه، وأتمنى أن يلبوا الدعوة ،لأن هذا الأمر يفرحني.
- لو أردت أن اسمّي من هم أصدقائي بالفن لقلت: أصالة ونحن نتهاتف باستمرار، راغب علامة ونتحدث سوياً من وقت لآخر. وفي فترة من الفترات كانت لدينا حفلات مشتركة، وكان بطبيعة الحال أن نلتقي كثيراً.. وغيرهما أيضاً من الفنانين.
- لو أردت أن أحضر حفلة لفنانين معينين لاخترت حسين الجسمي وشيرين عبد الوهاب وراغب علامة وأصالة ومحمد عبده وفضل شاكر وآخرين، لإعجابي بأصواتهم وأغانيهم. أنا أحب الفنانين الذين يختلف اداؤهم بين الكاسيت والمسرح حيث أحب أن يسمعوني أداءً مختلفاً وجديداً للأغنية ذاتها التي يغنونها في ألبوماتهم. الفنانون الذين اخترتهم وبفضل إحساسهم المطلق يبدعون في هذا المجال.
- لو أردت أن أستمع الى نصيحة صادقة من شخص ما لاخترت والدتي لأنها الأكثر وفاء في حياتي.
- لو أردت أن اختار شيئاً ما يزعجني بالفن لتغييره لاخترت تلك التقنية الجديدة والخطيرة التي أدخلت الى الاستوديوهات، وتقوم على تحويل الكلمات التي يتفوه بها أي شخص بشكل عادي وكأنه يؤدي أغنية من دون أي مجهود. وأنا بالتأكيد أرفض هذا الامر، ولا أفكر أبداً باللجوء إليه. حتى تقنية الـ Auto tune التي من شأنها "تنظيف" الأغاني المسجلة من الشوائب لا أحب استعمالها، لأنني أشعر بأنها تعدّل الصوت قليلاً.
- لو أردت أن أختار أجمل مرحلة في حياتي لاخترت تلك التي أعيشها حالياً، وأختصرها بمرحلة تحقيق الذات وبلوغ النجومية أكثر وأكثر. أيضاً هناك مرحلة لا أنساها وتعود الى سن المراهقة وتحديداً الخامسة عشرة مثلاً. وهي مرحلة جميلة لم يكن لدي هموم خلالها سوى إنهاء درسي ثم النزول الى الشارع واللعب مع رفيقاتي في الحي. وهن لا زلن صديقاتي لغاية الآن. ومنهن لمى، ايلينا وجويس. (وتذكر قائلة) كنت مشاغبة في تلك المرحلة ولا أزال طبعاً. ولقبي الذي يرافقني منذ صغري هو "الفارة" (الفأرة).
- لو أردت أن أتحوّل الى سيدة أعمال لاخترت أن أكون مالكة دار أزياء. ومن غير المستبعد أن أحقق ذلك مستقبلاً. وان شاء الله أصبح صاحبة دار أزياء عالمية على غرار دور الأزياء العالمية.
- لو أردت أن أعتذر من شخص ما أخطأت بحقه لاعتذرت من موظف في مطار مصر انفجرت غاضبة مرة بوجهه من دون ذي حق. فأنا كنت حينها متعبة جداً ولم أنم بشكل جيد، فما ان اقترب مني حتى راح ينهال عليّ بالأسئلة مستفسراً عن أمور تتعلق بجواز سفري وبعض المعاملات، فضقت ذرعاً به وصرخت بوجهه وقلت له دعني وشأني. وأنا أنتهز هذه المناسبة لتوجيه الاعتذار له لأنني كنت قاسية معه بعض الشيء.
- لو أردت أن أتوارى عن الأنظار والسفر للإستجمام لذهبت الى "هاواي" برفقة صديقاتي. وأنا أهتم للأشخاص الذين هم برفقتي أكثر من اهتمامي بالأمكنة بحد ذاتها. وأحب أن أتحوّل في السفر الى فتاة عادية لا يتعرّف إليها أحد. لذلك أتوجه عندما آخذ إجازة الى دولة أوروبية. وبالرغم من ذلك، يحصل أن يتعرّفوا إليّ كما حصل مرة عندما زرت فرنسا. ودخلت المحال التجارية مع صديقات لي، فكانت الزبونات يتعرّفن إليّ فوراً لأنهن إما لبنانيات أو من جنسيات عربية مختلفة.
- لو أردت أن أمحو أشخاصاً من حياتي لما اخترت أحداً، لأنني لست من النوع الذي يقطع علاقته بالآخرين إنما أعطيهم دوماً المزيد من الفرص لتغيير مسلكهم معي. ولكن، إذا أعطيتهم فرصة أو اثنتين أو ثلاثاً وبقوا يسيئون إليّ فعندها أقطع علاقتي بهم تماماً، كما حصل مرة مع صديقة مقرّبة مني محوتها من حياتي بعدما تمادت بالإساءة إليّ. ولكنها عادت فظهرت فجأة في حياتي وعدت وأعطيتها فرصة أخرى وعدنا صديقتين، ولكن ضمن حدود تتحكم بالعلاقة. فلا أخبرها مثلاً كل أسراري كما كنّا في السابق.
- لو أردت أن أدعو أشخاصاً للاحتفال بعيد مولدي الذي يصادف في 3 أيار 1983، لدعوت أهلي وأصدقائي والأشخاص الذين يتولون إدارة أعمالي. (وتضيف ضاحكة) أصبح عددهم قرابة الـ 100 أليس كذلك؟! (مازحة) "على أساس انني أحب الهدايا". طبعاً أنا أمزح. فأنا أحب الهدايا الصادقة ولا تغريني قيمتها. مرات أتلقى هدايا فاخرة فلا تعجبني وأحياناً أخرى أتلقى هدية في غاية البساطة ولكنها تعني لي كثيراً. فمرة تلقيت هدية عبارة عن خاتم لم يصنع غيره في العالم. ولكن، ربما لأنني لم أقدّر قيمته المعنوية جيداً لم أحافظ عليه فأضعته ولم أتأثر الى أن وجدته بعد حين. وفي المقابل، تلقيت هدية أخرى من شخص مقرّب مني لم تكن بحجم الخاتم وهي عبارة عن حقيبة يد أعجبت بها كثيراً وأحرص على الاهتمام بها. وكانت من صديق وليس حبيباً.
- لو أردت أن أنتقم من أحد آذاني فلا أعيره أهمية، تمر المسألة لدي مرور الكرام وأنسى الأذى. وأعود وألتقي بهم فأتساءل في قرارة نفسي لماذا أنفر منهم فأعود وأتذكر أنهم سببوا لي الأذية في وقت ما. فالحقد لم يعرف طريقه مرة الى قلبي.
- لو أردت أن أعدّ مقالب طريفة لاخترت أصدقائي. فأنا فتاة مشاغبة جداً. مرات تصرّ صديقاتي على أن أذهب معهن الى سهرة ما. فأعتذر بحجة أنني مشغولة. وما إن يصلن الى السهرة حتى يفاجأن بوجودي هناك. في إحدى المرات، كان صديق لي لم يزر مصر يوماً يردّد دوماً على مسامعي أنه يحلم بأن يرى امرأة مصرية صعيدية بالجلابية وتضع البرقع على رأسها والخلخال في رجلها. وعندما قصدت مصر تذكرت أن أشتري العدّة للتمثيلية التي سأقوم بها. وما إن عدت الى بيروت حتى ارتديت الجلابية ووضعت البرقع وماكياجاً قوياً وقصدت صديقي الذي ما إن فتح الباب حتى دهش صارخاً: "كيف يعقل أن يتحقق حلمي"؟! وهو لم يتعرّف إليّ بسهولة الى أن كشفت له الحقيقة.
- لو أردت أن أمتلك محطة تلفزيونية لمنعت بث أغنيات كل الفنانين الذين يتعدون على الفن، وهم باتوا معروفين لدى الناس بمجملهم. وقد يستطيع غيري من أصحاب المحطات بثها كما يريدون ولكنني لن أفعل ذلك. (وكأنها تلعب الدور بجد). أما الفنانون الذين أبثّ لهم فكثيرون، وإذا أردت أن أعددهم فلن انتهي، لذلك سأكتفي بأسماء قليلة، بالإضافة الى كل عمالقة الفن، اختار: أصالة، حسين الجسمي، عبد الله رويشد، راغب علامة، فضل شاكر، وائل كفوري، شيرين عبد الوهاب، نوال الكويتية، ماجد المهندس، نوال الزغبي ونجوى كرم... وأما الأسماء الباقية التي لا أبث اغانيها فأقلية، والغالبية ممن يرددون أسماءهم بأغانيهم.
- لو أردت أن أختار أغنية لزميل لي في الفن لأدّيت أغنية "أنا الشاكي أنا الباكي" للفنان حسين الجسمي.
- لو أردت أن أختار عدد المرات التي وقعت فيها بالحب، لقلت انها كانت مرة واحدة فقط. وحصل ذلك بالتزامن وانطلاقتي الفنية. وفشلت العلاقة. ربما تتعارض أمور الحب والزواج مع الفن لا سيما إذا كان الفنان في بدايته، فيشتد تملك الشخص الآخر ويصبح أنانياً. وأنا لا أستطيع لومه. وأقر أن هذا هو الحب الحقيقي الذي صادفته.
لو أردت أن أفشي سراً للمرة الأولى لقلت ان لدي عقدة في تصنيفي دوماً كفتاة صغيرة بالسن. فأقول للجميع أنا لست صغيرة أنا كبيرة. مرة كنت في أحد البلدان الأوروبية، منعت من دخول أحد المطاعم للسهر بحجة أنني دون الثامنة عشرة، وهذا الأمر حصل منذ سنة تقريباً وكنت في الثانية والعشرين من عمري. فقالوا لي: "أنت بالتأكيد في الخامسة عشرة من عمرك وتحاولين ايهامنا أنك في الثانية والعشرين". وأنا لسوء الحظ لم أكن أحمل بطاقة الهوية.
حادثة أخرى صادفتني مرة وأنا في أحد المطارات الأوروبية حيث منعت منذ سنتين من دخول البلد بحجة أنني زوّرت تأشيرة دخولي الى البلد، معتبرين أنني ما زلت قاصراً وحجزوني في المطار لغاية ان اتصلوا ببلدي وطلبوا التحري عن الموضوع الى أن عادوا فسمحوا لي بالمرور. أحرجني هذا الموقف بالطبع ولكن لم يكن باليد حيلة!
- لو أردت أن أنفي إشاعة ما حاصرتني لاخترت آخرها وهي مسألة زواجي من الفنان حسين الجسمي الذي أحبه كثيراً كزميل عزيز في الفن، وهو يكنّ لي المحبة ذاتها، ولكن لا شيء آخر يتعدى هذا الإطار. وأنا أول مرة كشفت فيها عن حبي له كان في تموز الفائت عندما قلت أنني أحب غناء الـ "ديو" معه. فصوته يطيرني وينقلني الى عالم آخر. وبعدها تمّ تفسير هذا الإعجاب به على أنه حب.
- لو أردت أن أختار أطرف ما يصادفني في الـ "شوبينغ" لاخترت ما أتعرض إليه من مآس (ضاحكة) في السوق بسبب مقاس رجلي الصغير وهو 36 و الذي إما ان يكون كبيراً وإما مفقوداً من السوق فاضطر الى أن أقصد صانع الأحذية ليجهز لي حذاء مناسباً.
- لو أردت أن أتخلص من عادة سيئة لدي لاخترت الأرق. فأنا أعاني من هذه المشكلة ولا أنام بسهولة. وفي مرات كثيرة تمضي ساعتان أو ثلاث وأنا جالسة في الفراش من دون نوم. وبالرغم من حالة الأرق فأنا لا أحب تناول المهدئات. وعندما أنام يجب أن يكون ذلك لتسع ساعات يومياً. فاذا نمت عند الفجر مثلاً تمضي 9 ساعات لأعود فأستيقظ بعدها.
تحياتي
---------------
HitMan