أهلا وسهلا بكم زوارنا الكرام 
الفنانة القديرة وفاء عامر كانت قد أمتعتنا خلال رمضان الماضي بعرض ثلاث شخصيات لها في ثلاثة مسلسلات، حيث قدّمت دور السيدة فهيمة والدة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، وشخصية "رشا المندراوي"، وكذلك شخصية "وفاء الحسيني" لتترك في نفوس من شاهدوها أثراً لا يزول، نظراً لبراعتها وتنوّع ما جسّدته من هذه الشخصيات، وإلى حد أن البعض لم يصدّقوا أنها هي التي جسّدت هذه "الكاركترات" الثلاثة!
احببت والدة جمال عبد
الناصر دون ان أراها
وعندما التقيتها مؤخراً خطر ببالي الكثير من التساؤلات التي لا يمكن أبداً أن تجيب عنها إلاّ فنانة في حجم نجوميتها، ولها خبرتها وموهبتها ونضوجها وصبرها على فهم ما يدور حولها، وبعمق لا يخلو من إمعان في التفكير.
استمتعنا في رمضان الماضي بتجسيدك لثلاث شخصيات مختلفة في ثلاثة مسلسلات، فماذا تقولين أولاً عن أدائك لشخصية السيدة فهيمة والدة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟
أنا قدّمت فعلاً هذه الشخصية في "12" مشهداً في المسلسل، ولكنها كانت إثنا عشر مشهداً في إثني عشر مسلسلاً، ويكفي أن أقول لك أن كل مشهد تظهر فيه السيدة فهيمة عندما كنت أشاهده بعد التصوير، كنت أبكي معها وأنا أتفرّج عليها، وهذا لأن إحساسي بها كان عالياً جداً، لأني أحترم هذه الشخصية وأحترم كاتبها، ولدرجة أني أحببت والدة جمال عبد الناصر دون أن أراها.
وماذا عن شخصيتك الأخرى في مسلسل "شط اسكندرية"؟
هي من أقرب الشخصيات إلى قلبي، لأني أنا "وفاء الحسيني"، ولأول مرة أقول إني قدّمت شخصية تشبهني، ولدرجة أني عندما شاهدت إحدى الحلقات بعد عرضها شعرت بأن كاتبها مجدي صابر دخل إلى قلبي وكتبها، أو كأنه سمعني وأنا أكلّم نفسي، فأنا مثل "وفاء" في المسلسل أحب كل الناس، ولا أحب أن أظلم أحداً، وأستغرب من الشر الموجود بداخل الناس، وإن كان الشر موجوداً سواء رضينا بوجوده أم لا.
وشخصيتك الثالثة "رشا المندراوي"!
الدور الحلو ممكن ان يجعل
الفنانة تقدم تنازلات لتقديمه
لا، هذه الشخصية بعيدة تماماً عني، جذبت انتباهي، لأني ظللت بعد أن قرأتها على الورق وقبل أن أقف لأمثّلها أمام الكاميرا وجدت نفسي أردّد، ومن وقت لآخر: "رشا المندراوي" فين؟ وعندما وجدت نفسي أقول ذلك، ولأكثر من مرة، فإني كنت متأكدة من أنها ستنجح، فقد أبدع الكاتب وليد يوسف في رسم ملامحها.
ولكن، ألا ترين أنك، وبعد أن قدّمت لنا البطولة الكاملة أمام الفنان ممدوح عبد العليم، في "شط اسكندرية"، تنازلت عن أدوار البطولة في المسلسلين الآخرين؟!
الدور الحلو من الممكن أن يجعل الفنانة تقدّم تنازلات لتقديمه، لأن الإنسان لا يموت من البحث والسعي وراء الفرص الجيّدة ولكنه ممكن أن يموت من الندم إذا فاتته إحدى هذه الفرص، وأنا كنت سأندم لو ضاع مني دور والدة الزعيم الراحل، أو دور "رشا المندراوي"، فأنا عندما أجتهد لأبحث عن دور جيّد، ثم أجد هذا الدور فإنه يكون حراماً عليَّ أن أتركه.
وكيف وجدتِ بنفسك رد فعل الجمهور تجاه أدائك لأدوارك الثلاثة هذه؟
ياه، يكفي أن أقول لك أنه عندما أدخل مكاناً، وأجد الناس فيه يصفقون لي وكأني واقفة على خشبة المسرح فإن ذلك يعني أن شيئاً كبيراً يحدث!
وهذا تحديداً ما أريد أن أعرفه منك!
في ثاني يوم لعرض مسلسل "ناصر" أنا كنت أفطر بعد المغرب في رمضان داخل مكان عام، وقمت بعد ذلك من مكاني لآخذ طبق السلطة الخاص بي، وفجأة سمعت مَن يقول: وفاء عامر، ليتردّد إثر ذلك إسمي: وفاء عامر، وبشكل متزايد الإرتفاع، لأسمع إثر ذلك تصفيقاً حاداً يدوّي في أرجاء المكان، فكان شيئاً هزّني من أعماقي بشدّة، وبكيت!
حلو، ولكن ألا ترين أن مشاركتك وبأكثر من عمل في رمضان، شهر المشاهدة المكثّفة لملايين مشاهدي الدراما التلفزيونية، يضعك في حالة من المقارنة الصعبة مع نفسك؟!
السينما بالنسبة لي هي الدور الحلو
هل تصدّق أن هناك أناساً قالوا لي: نحن لم نصدّق أنك قمت بتجسيد هذه الشخصيات الثلاث، وهذا لأن هناك اختلافاً كاملاً بين كل شخصية منها والشخصيتين الأخريين، ولدرجة أنني سمعت جملة قالها أحد الأشخاص، وأعجبتني جداً!
وما هي؟!
قال لي: "أنتِ تمثّلين في بلد لوحدك داخل مكان لوحدك".
وكيف أصبح شكل حساباتك للسينما الآن؟
أنا حالياً لو وجدت دوراً جيّداً، وبغض النظر عن كمّ المشاهد التي سأمثّلها في الفيلم فإني سأقبله، فالمسألة عندي حالياً ليست بالشِبر أو الكيلو، ولا تفرق عندي، لأني في هذه الحالة سوف أعمل، وأشتغل بشغف، ما دام الدور حلواً.
وهل ترين مفهوم السينما وحساباتها تغيّرت الآن؟
السينما بالنسبة لي هي الدور الحلو، وطول عمري أحب أن أقتنص فيها الفرص الجيّدة.
ولماذا نراك تغيبين طويلاً عن السينما قبل كل مرة نراك فيها تعودين إليها؟!
لو حسبتها لوجدت أنه ضاع خلالها مني فيلمان أو ثلاثة من الأفلام الجيّدة، ولكن ربنا أعطاني إبني "عمر"، وهو أهم عندي من أي شيء آخر، فالحياة شيء من اثنين: إما شغل وإما بيت، وأنا عن نفسي عندي البيت أهم من أي شيء آخر في الدنيا، وهذا لأني أحب بيتي، وإبني وزوجي في المقام الأول.الموعد
